يعد التصميم الجرافيكي عملية اختيار العناصر المرئية مثل الصور والألوان والرموز وترتيبها حتى يتم نقلها إلى الجمهور، وبالتالي فإنها تعد عملية جمع بين العناصر المرئية واللفظية لتشكيل مضمون كامل وفعّال، ومن أهم المجالات التي يعمل بها المصمم الجرافيكي هي عملية تصميم غلاف كتاب أو لوجو أو شعار، أو حتى موقع ويب ...الخ وترتبط عملية تطور التصميم الجرافيكي ارتباطًا وثيقًا بعملية الابتكارات التكنولوجية، والاحتياجات المجتمعية، إضافةً إلى تطور خيال المصممين.
ويعود تاريخ التصميم الجرافيكي إلى العصور القديمة ولعلّ أهمها تصميم المخطوطات القديمة والتي ظهرت في الصين القديمة ومصر واليونان، ومع التطورات اللاحقة تطورت تقنيات التصميم الجرافيكي وذلك مع تطور الطباعة وإنتاج الكتب في القرن الخامس عشر
وقد كان التصميم الجرافيكي قائمًا بشكل أساسي على الحرف اليدوية وآلات الطباعة التقليدية القديمة وذلك حتى أواخر القرن العشرين، إلا أن التطورات السريعة على أجهزة الكمبيوتر وبرامجها الرقمية أدى إلى تغيير التصميم الجرافيك بشكل جذري، حيث إنه ومنذ بداية عام 1984 ومع تطور برامج الكمبيوتر مكنت أيقونات الأدوات التي يمكن التحكم بها من خلال الماوس أو الكمبيوتر اللوحي المبرمجين والمصممين والفنانين من استخدام رسومات الكمبيوتر بصورة بديهية، ومع بداية التسعينات انتقل التصميم الجرافيكي بشكل كامل إلكترونيا، ومن أكثر الأمور التي ساعدت المصممين هي التطورات التي حدثت فيما بعد على الخطوط والرسومات وتخطيط الصفحة وغيرها من الميزات التي أتاحتها الثورة الرقمية.
ويعد حدث ظهور الإنترنت من أهم الأحداث التي أثرت بشكل كبير على عالم التصميم الجرافيكي، حيث إنه انتشر مجال جديد وكبير من التصميم الجرافيكي وذلك كان في منتصف التسعينات والذي أتاح التجارة عبر الإنترنت وبالتالي فقد أصبحت قطاعًا متناميًا في الاقتصاد العالمي، فظهر تصميم مواقع الويب، ودمج الرسوم المتحركة ومقاطع الصوت والفيديو والوسائط الحركية وألعاب الفيديو وغيرها، لتصبح بذلك مهنة التصميم الجرافيكي مهنة عالمية.